تزهق أرواحهن "لجريمة بشعة" اقترفنها: أنهن ولدن نساء!!! .

تستنكر جمعية "نساء ضد العنف" وبشدة جريمتي القتل البشعتين التي حصدتا أمس الأحد، حياة السيدة تمام ( صبرة) الحاج يحيى من الطيبة (60 عاما) بوابل من الرصاص اخترق جسدها داخل بيتها على يد مجهول، والسيدة منار أمين كنعان من قرية يركا(22 عاما) والذي يشتبه بحسب التحقيقات الاولية للشرطة انها قتلت على يد زوجها بعد ان قام بالاعتداء عليها وقتلها.

هذه الجرائم ليست اعتيادية، وقد آن الأوان أن نتوقف عن التعاطي مع هذه الجرائم كِـِ " حالات شاذة" أو جرائم أفراد لنريح ضمائرنا ونُبرئ ذمتنا. إنها جريمتكَ، جريمتكِ وجريمتنا كلنا كمجتمع، ما زال يتعامل مع المرأة على أنها ضلع قاصر وله كامل السلطة والسيطرة على كينونتها كامرأة، دورها، ميراثها وطموحاتها.

إن قتل تمام ومنار.. وكل امرأة قتلت واللاتي وصل عددهن منذ عام 1986 حتى كتابة هذا البيان إلى مائة واثنا عشر امرأة، هو سهم اتهام حاد يوجه إلى الضمير المتبقي عند أبناء شعبنا، إلينا جميعاً، جماهير، قيادات، ناشطي وناشطات الأحزاب السياسية الوطنية والقومية، إلى مدافعي حقوق الإنسان وحماتها!!، إلى الجمعيات النسوية وناشطاتها ، إلى لجنة المتابعة وقيادييها.

وطبعا كل رقم إحصائي هو سهم اتهام حاد وكبير جدا جداً... في وجه الحكومة الإسرائيلية وسلطاتها، واتجاه سياسة التمييز التي تتبعها ضدنا كنساء عربيات على وجه الخصوص، فسياسة الخصخصة وتقليص الميزانيات في الخدمات الاجتماعية وخدمات الحماية الداعمة للنساء وتقاعس الشرطة والنيابة العامة في جمع الأدلة من أجل إثبات الجريمة ومعاقبة المجرمين ومن يشد على أياديهم، يشكل أرضية خصبة للجرائم القادمة وهو بالتالي سياسة عنصرية موجهة وممنهجة اتجاهنا كنساء ضمن أقلية قومية وفي تجذير القهر والتعامل معنا حسب المثل اللي بقول: " فخار يكسر بعضه".

صحيح أنه لا تقتل امرأة عربية في مجتمعنا كل يوم، لكن أمس قتلت امرأتان ومن المؤكد انه خلف باب أو أكثر هناك امرأة يمارس العنف والقمع ضدها فقط لكونها امرأة.
تأتي هاتين الجريمتين في الوقت الذي نقترب فيه من اليوم العالمي لـ"مناهضة العنف ضد النساء" ومع انطلاق الحملة العالمية "يوم واحد نضال واحد" والتي تصادف بتاريخ 9 نوفمبر، بهدف التأكيد على حق النساء على جنسانيتهن وجسدهن ولمحاربة جرائم العنف والقتل ضدهن. وبالرغم من ذلك ما زال هناك اشخاص تخول لهم أنفسهم قتل امرأتين بدم بارد؛ إما بوابل من الرصاص او بالسكين، فقط لكونهن نساء.

إن محاربة قتل النساء والعنف الممارس ضدهن من واجبنا جميعاً، قياديين، ناشطين/ات أحزاب، مثقفين/ات، إعلاميين/ات، صحفيين/ات وليس بالشأن النسائي والنسوي.

كفى لقتل النساء
صمتكم/ن جريمة